تأل البشرية جهدا في تطوير الابتكارات العلمية والتكنولوجية، وسار العلم بوتيرة متسارعة، في سباق مع الزمن. فعرف قطاع المعلوميات قفزة نوعية فأخذ الحاسوب أنماطا رائعة من حيث البرامج والأنظمة والسرعة في الوصول إلى المعلومة ومعالجتها. وخلال هذه المسيرة الحافلة بالعطاء، ظهرت الفيروسات. أي أمراض وأعطاب الأجهزة التي تصيب ضحاياها المعلوماتية في مقتل...
في لحظة انسجام مع حاسوبك المنزلي واستمتاعك بمعالجة المعلومات والملفات. وخصوصا عندما تدخل قرصا مرنا أو ناقلا( Usb ) محملا من شبكة الانترنت، تصيب جهازك زلزلة مفاجئة وتنكس عليك متعتك...
فإما يتوقف عن العمل نهائيا، أو في أحسن الأحوال، يشوش عليك سباحتك في مكونات جهازك...
وفي هذه الأثناء، يطرح عليك سيل من الأسئلة...ما هو القصد من اختراع الفيروسات؟
ومن هو هذا البطل المغوار الذي تفتقت عبقريته فاكتشف هذه الجراثيم الوبائية؟؟
فهل هذه هي الأوسمة التي يطمع هذا المفسد في الأرض تعليقها كنياشين؟؟..
أوصل اللؤم ببني آدم حد الاستمتاع بحضيض التخريب والإفساد؟؟..
إن التفكير الفيروسي الذي يصدر عن هذا الوغد، هو الذي انعكس سلبا على سلوكه وجعله يحوز براءة اختراع الفيروسات !!...
إنه فيروس بشري يمشي على الأرض وتشعر بثقله على ظهرها رغم وزنه جناح البعوضة...
فلنتصور مقدار هذا الفعل الشنيع، لو قام مخبول يدعي العبقرية زورا وبهتانا،
وشرع في بث أمراض وبائية للغير، إما عن طريق الرش بالعبوات أو عن طريق زرعها في مآكل الناس ومشاربهم... أو إذا كان طبيبا أو ممرضا عن طريق المصل والتلقيح...
إن هذا الكائن المتوحش، وليعذرنا الوحوش على التشبيه، تمحض كيانه للشر ونزعت من قلبه الرحمة، وصار وبالا على البشرية بطن الأرض أولى له من ظهرها...
العباقرة يتنافسون في خير البشرية والرقي بها نحو مدارج الكمال غير المتناهي وهذا الرعديد يتنافس في التخريب مع شياطين الإنس والجن تردى في مهوى سحيق...
تمركز خارج الزمن فلم يعد ضميره يشعر بالوخز، أو التأنيب...
استوى عنده الإصلاح والإفساد...يختبئ وراء الصور والمستندات...
في دوامة الجبن يرزح و يموج...وفي الحلقة المفرغة يلف ويروج...
وبقدر احتقارنا لصانع الفيروسات...
بقدر ما ننوه ونفتخر بصانع مضاداتها، فالفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا...